الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009




قصة الحكيم والصبي


يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم‏..‏
مشي الفتى أربعين يوما حتي وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏..
‏وفيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه‏..‏
و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس‏..‏ انتظر الشاب ساعتين حتى يحين دوره‏..‏
أنصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له‏:‏ الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..

و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏ أمسك بهذه
الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت‏.‏
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة‏..‏ ثم رجع لمقابلة
الحكيم الذي سأله‏:‏
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏ الحديقة
الجميلة؟‏..‏
و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..‏
ارتبك الفتى واعترف
له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏
فقال الحكيم‏: ارجع وتعرف علي معالم القصر‏

..‏ فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف
البيت الذي يسكن فيه‏..‏
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلى الروائع الفنية
المعلقة علي الجدران‏..‏
شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ وعندما رجع إلي
الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏
فسأله الحكيم‏:‏ و لكن أين قطرتي الزيت اللتان
عهدت بهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏
فقال له الحكيم‏:‏ تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا
و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏.‏
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما التو ليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏