الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

أنا وساعي البريد


جلست مهموماً محزوناً على مقعد حجري على شاطئ البحر ، أتفكر في حالي وما آل إليه، وقد توقف نشاط الشركة
التي أعمل بها ، وانضممت لطابور العاطلين.وهذا إنذار بالرفد من كليتي ، لأنني لم أعد أهتم برسالة الدكتوراه التي بذلت
فيها مجهود ًا لمدة ست سنوات ، وزوجتي حامل في شهرها الأخير ، ولا أعرف من أين أحصل على مصاريف الولادة ،
وسوف تبدأ الدراسة وأولادي يحتاجون لمصاريف بدء العام الدراسي ..وحجزاً قضائياً على شقتي لأنني لم أسدد
أقساطها منذ شهور.. والذي زاد إحساسي بالألم أنني فقط من عدة شهور كنت في قمت النجاح.


ولكني أثناء جلوسي لاحظت أمرًا في منتهى الغرابة!!!


فعلى الطرف الآخر من المقعد الحجري جلس ساعي بريد يبدو عليه البشر والسرور.. وقد فتح حقيبته التي تحتوي على
الخطابات.


أخذ ينظر إلى المارين بالشاطئ بابتسامة ، ومن جاء إليه أدخل يده في حقيبته وأخذ منها خطابا أو أثنين أو أكثر ثم
أعطاهم له ... وهكذا..!!


بدون حتى أن يعرف أسمه أو أن يتأكد أن هذه الخطابات خاصة بالرجل ...


واستمر ساعي البريد يوزع الخطابات بهذا الشكل الغريب ، وإنني أنظر إليه بدهشة حتى فرغت حقيبته، فابتسم براحة
ثم أغلق حقيبته ومضى!!؟؟


فقلت في نفسي حتماً أن هذا الرجل مجنون ... وإنه سوف يفصل من عمله لينضم معي لطابور العاطلين ...


وأثناء تفكيري في هذا الرجل توقف أمامي أحد المارين وهو شيخ كبير يبدو عليه الحكمة ، وقد لاحظ استغرابي الشديد
من تصرف ساعي البريد ،وسألني:


هل تعرف من كان يجلس بجانبك؟


فقلت له بسرعة: أعتقد أنه رجل مجنون.


فرد علي وهو ينظر لي بشفقة: لا ..أنه الحظ ! يعطى كل من يقبل عليه نصيبه من الفرص الجيدة ...


ولكنك حتى لم تكلف نفسك لتسأله عمن يكون مع أنه كان يجلس بجانبك.


تعليق:


كثيراً ما تشغلنا الهموم وعكوفنا على ذاتنا لتجرع الألم عن ملاحظة الفرص التي أمامنا .


والقاعدة التي تقودنا إلى النجاح هي :



لا تهتم بما ألم بك (ولكن خذ منه العبرة والعظة) ..و فكر دائماً بما أنت فاعله للوصول إلى النجاح.

الجمعة، 1 يناير 2010

حقا إنها القناعات!!



حضرأحد الطلاب في إحدى الجامعات في كولومبيا محاضرة لمادة الرياضيات ، وجلس في آخر القاعة ونام بهدوء ..

وفي نهاية المحاضرة استيقظ على أصوات الطلاب ، ونظر إلى السبورة فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين ، فنقلهما بسرعة وخرج


من القاعة، وعندما رجع البيت بدأ يفكر في حل المسألتين.

كانت المسألتان صعبتين، فذهب إلى مكتبة الجامعة، وأخذ المراجع اللازمة

وبعد أربعة أيام استطاع أن يحل المسألة الأولى وهو ناقم على الدكتور الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب.

وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة استغرب أن الدكتور لم يطلب منهم الواجب فذهب إليه وقال له : يا دكتور لقد استغرقت في حل


المسألة الأولى أربعة أيام وحللتها في أربعة أوراق.

تعجب الدكتور، وقال للطالب: ولكني لم أعطكم أي واجب!

والمسألتان اللتان كتبتهما على السبورة ، هما مثالان كتبتهما للمسائل التي عجز العلم عن حلها!

إن هذه القناعة السلبية جعلت الكثيرين من العلماء لا يفكرون حتى في محاولة حل هذه المسائل.
ولو كان هذا الطالب مستيقظا ، وسمع شرح الدكتور لما فكر في حل المسألة- ولكن رب نومة نافعة!!

ومازالت هذه المسألة بورقاتها الأربعة معروضة في تلك الجامعة.

حقًا إنها القناعات!!

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009




قصة الحكيم والصبي


يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم‏..‏
مشي الفتى أربعين يوما حتي وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏..
‏وفيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه‏..‏
و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس‏..‏ انتظر الشاب ساعتين حتى يحين دوره‏..‏
أنصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له‏:‏ الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..

و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏ أمسك بهذه
الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت‏.‏
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة‏..‏ ثم رجع لمقابلة
الحكيم الذي سأله‏:‏
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏ الحديقة
الجميلة؟‏..‏
و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..‏
ارتبك الفتى واعترف
له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏
فقال الحكيم‏: ارجع وتعرف علي معالم القصر‏

..‏ فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف
البيت الذي يسكن فيه‏..‏
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلى الروائع الفنية
المعلقة علي الجدران‏..‏
شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ وعندما رجع إلي
الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏
فسأله الحكيم‏:‏ و لكن أين قطرتي الزيت اللتان
عهدت بهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏
فقال له الحكيم‏:‏ تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا
و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏.‏
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما التو ليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏

السبت، 13 يونيو 2009

الوزراء الثلاثة





في يوم من الأيام استدعى الملك وزراءه الثلاثة وطلب من كل وزير أن يأخذ كيسا ، ويذهب إلى بستان القصر، ويملأ هذا الكيس له من مختلف طيبات الثمار والزروع .
وطلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة، و أن لا يسندوها إلى أحد آخر .

اندهش الوزراء من طلب الملك و أخذ كل واحد منهم كيسه وانطلق إلى البستان.

الوزير الأول حرص على أن يرضي الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول، وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار حتى ملأ الكيس

أما الوزير الثاني فقد كان مقتنعا بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحص الثمار، فقام بجمع الثمار بكسل وإهمال ،فلم يتحرى الطيب من الفاسد حتى ملأ الكيس بالثمار كيف ما اتفق.


أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلاً فملأ الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار.

وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها.

فلما اجتمع الوزراء بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنوهم.. كل واحد منهم على حدة مع الكيس الذي معه لمدة ثلاثة أشهرفي سجن بعيد لا يصل إليهم فيه أحد كان, وأن يمنع عنهم الأكل والشراب .

فالوزير الأول بقي يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة

أما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ماصلح فقط من الثمار التي جمعها

وأما الوزير الثالث فقد مات جوعا قبل أن ينقضي الشهر الأول.

وهكذا اسأل نفسك من أي نوع أنت ؟

فأنت الآن في بستان الدنيا

ولك حرية أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة، ولكن غداً عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك في ذلك
السجن الضيق المظلم لوحدك

ماذا تعتقد سوف ينفعك غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدنيا ؟

الخلاصة:

اليوم هو أول يوم مما تبقى من حياتك..
احرص دائماً على أن تجمع من الأعمال الصالحة على الأرض لتتنعم بما جنته يداك في الآخرة...
لأن الندم لاحقاً لا ينفع

الأحد، 10 مايو 2009

الجرة المشقوقة..


كان لحامل ماء في بلاد الهند جرتان كبيرتان معلقتان على طََرفي عصا يحملها على رقبته ، وكانت إحدى الجرتين مشققة بينما الأخرى سليمة تعطي نصيبها من الماء كاملا بعد نهاية مشوار طويل من النبع إلى البيت ، أما الجرة المشققة دائما ما تصل في نصف عبوتها .

استمر هذا الحال يومياًًً لمدة عامين ، وكانت الجرة السليمة فخورة بإنجازاتها التي صُنعت من أجلها ،وقد كانت الجرة المشققة خَجِلة من عِلتها وتعيسة ،لأنها تؤدي فقط نصف ما يجب أن تؤديه من مهمة .

وبعد مرورعامين من إحساسها بالفشل الذريع خاطبت حامل الماء عند النبع قائلة:

" أنا خجلة من نفسي وأود الإعتذار منك إذ أني كنت أعطي نصف حمولتي بسبب الشق الموجود في جنبي والذي يسبب تسرب الماء طيلة الطريق إلى منزلك ونتيجة للعيوب الموجودة فيّ تقوم بكل العمل ولا تحصل على حجم جهدك كاملا " شعر حامل الماء بالأسى حيال الجرة المشقوقة، وقال في غمرة شفقته عليها :

" عندما نعود إلى منزل السيد أرجو أن تلاحظي تلك الأزهار الجميلة على طول الممر .

" وعند صعودهما الجبل لاحظت الجرة المشقوقة بالفعل أن الشمس تأتي من خلال تلك الأزهار البرية على جانب الممر ، وقد أثلج ذلك صدرها بعض الشيئ ، ولكنها شعرت بالأسى عند نهاية الطريق حيث أنها سربت نصف حمولتها ، واعتذرت مرة أخرى إلى حامل الماء عن إخفاقها والذي قال بدوره:

" هل لاحظت وجود الأزهار فقط في جانبك من الممر وليس في جانب الجرة الأخرى ؟

ذلك لأني كنت أعرف دائما عن صدعك وقد زرعت بذور الأزهار في جهتك من الممر، وعند رجوعي يوميا من النبع كُنتِ تعملين على سقيها، ولمدة عامين كنت أقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين المائدة ، ولو لم تَكوني كما كُنتِ لما كان هنالك جمال يُزيِّن هذا المنزل "

الدرس الأخلاقي هنا :

أنه لكل منا عيوبه الفريدة ، وجميعنا جرار مشققة ( تشبية ) ، ولكن هذه الشقوق والعيوب في كل واحد فينا هي التي تجعل حياتنا مشوِّقة ومتكافئة ، لذا وجب عليك أن تقبل كل شخص على ما هو عليه ، وانظر إلى الجانب الطيِّب فيه حيث هنالك الكثير من الطِّيب فيهم وفيك ، وقد بورك في الأشخاص الذين يتحَلوْن بالمرونة في التعامل لأنهم لا يضطرون لتغيير مواقفهم.

تذكر أن تقدر مختلف الناس في حياتك ، أوـ كما أحب أن أعتقد ـ أنــه لو لم تكن هنالك جرار مشققة في حياتنا لكانت الحياة مملة وأقل تشويقا ..

الأحد، 19 أبريل 2009

الطفل وشجرة التفاح رائعة للعطاء بلا حدود


في قديم الزمان ...

كان هناك شجرة تفاح ضخمة، وكان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة كل يوم .

كان يتسلق أغصان الشجرة ويأكل من ثمارها ... ثم يغفو قليلا لينام في ظلها.


كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب أن تلعب معه


مر الزمن... وكبر الطفل


وأصبح لا يلعب حول الشجرة كل يوم


في يوم من الأيام ... رجع الصبي وكان حزينا


فقالت له الشجرة: تعال والعب معي


فأجابها الولد: لم أعد صغيرا لألعب حولك


أنا أريد بعض اللعب ،وأحتاج بعض النقود لشرائها


فأجابته الشجرة: أنا لا يوجد معي نقود


ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تريدها


الولد كان سعيدا للغاية


فتسلق الشجرة وجمع كل ثمار التفاح التي عليها وغادر سعيدا


لم يعد الولد بعدها


فأصبحت الشجرة حزينة


وذات يوم عاد الولد ولكنه أصبح رجلا ...!!!


كانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له: تعال والعب معي


ولكنه أجابها:لا يوجد وقت لدي للعب .. فقد أصبحت رجلا مسئولا عن عائلة ...

ونحتاج لبيت يؤوينا


هل يمكنك مساعدتي ؟

آسفة.. فأنا ليس عندي بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أغصاني لتبني بها بيتا لك.


فأخذ الرجل كل الأغصان وغادر وهو سعيد


كانت الشجرة مسرورة لرؤيته سعيدا ... لكن الرجل لم يعد إليها


فأصبحت الشجرة وحيدة و حزينة مرة أخرى


وفي يوم حار من أيام الصيف


عاد الرجل .. وكانت الشجرة في منتهى السعادة

فقالت له الشجرة: تعال والعب معي


فقال لها الرجل لقد تقدمت في السن... وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح.


فقال لها الرجل: هل يمكنك إعطائي مركبا؟


فأجابته: خذ جذعي لبناء مركب... وبعدها يمكنك أن تبحر به بعيدا ... وتكون سعيدا


فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبا!!


فسافر مبحرا ولم يعد لمدة طويلة.


أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل


ولكن الشجرة قالت له : آسفة يا بني .. لم يعد عندي أي شئ أعطيه لك..


وقالت له:لا يوجد تفاح!


قال لها: لا عليك لم يعد عندي أي أسنان لأقضمها بها.


لم يعد عندي جذع لتتسلقه.


فأجابها الرجل لقد أصبحت عجوزا ولا أستطيع القيام بذلك!!


قالت: أنا فعلا لا يوجد لدي ما أعطيه لك.


قالت وهي تبكي .. كل ما تبقى لدي جذور ميتة.

فأجابها: كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه.. فأنا متعب بعد كل هذه السنين.


فأجابته: جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة.

تعال .. تعال واجلس معي لتستريح.

جلس الرجل إليها ... كانت الشجرة سعيدة ... تبسمت والدموع تملأ عينيها


هل تعرف من هي هذه الشجرة؟


إنها أَبَــوَاك!!!!!!!!!!!!
" أحـــــــب والــديــك".


رجاء أن تقص هذه القصة على أصدقائك وأقاربك.




















النقد الهدام يدمر حياة أطفالنا


يعاني كثير من الأبناء داخل الأسرة من النقد السلبي الهدام الذي يقف عند كل تصرف، سيئا كان أم حسناً، مقصودا


كان أم عفويا، صغيرا أم كبيراً.. فهم لا يرون إلا القبيح السيئ، وإن كان التصرف النابع من الابن حسناً..

نقبوا عن السيئ فيه تنقيباً، فصبوا نقدهم واستهزاءهم عليه.. فالسيئات مرئية عندهم، والحسنات دفينة.. لا تكاد ترى..


مندثرة.. تكاد تموت تحت تأثير السيل القاسي من الكلمات التي تلحق بعضها بعضا، لتكون حاجزا نفسياً يسيء إلى الابن


أيما إساءة.

فيكف يؤثر نقد الآباء السلبي القاسي على الأبناء؟..ما صوره؟.. ما مخلفاته.. وما السبيل إلى تجنبه؟

•النقد القاسي ومعاناة الأبناء

كثيرًا من الأبناء يتعرض لهم الآباء بالنقد القاسي المستمر والسخرية، وهذا يؤثر على نفسية الابن بشكل سلبي، يؤدي


به إلى الفشل المتكرر وإلى فقدان بل وانعدام الثقة بنفسه.وهذه بعض النماذج والصور المتكررة من النقد السلبي القاسي


يصرح بها أبناؤنا:


•أمام معلمتي

طلبت المعلمة من والدي الحضور لتخبره عن أحوالي في الفصل، فقالت له: ابنك مؤدب وخلوق وهادئ وحسن التعامل


مع زملائه.. غير أنه يواجه صعوبات في بعض المواد العلمية، فما كان من الوالد إلا أن انهال على ابنه الخلوق بالعبارات


القاسية والنقد الهدام أمام معلمته، لم يكترث بمدح المعلمة له.. بأخلاقياته وأدبه وحسن تعامله مع زملائه، بل فقط.. نظر


إلى الجانب المعتم.. الذي يستطيع الابن بقليل من التشجيع والاهتمام أن يضيئه.


•حتى طريقتي في المشي

والدي ينتقد كل تصرفاتي، حتى طريقتي في المشي ينتقدها.. إن تعثرت بحجر في الطريق.. يضحك علي ويسخر مني،


ويقول: يا إلهي، ما بالك لا تحسن المشي، يا لك من ابن!


•تعقدت من نفسي

كثير ما أشعر أني مراقبة، فلابْتسامتي نظرة مزعجة من والدتي، ولصوتي وطريقة تحاوري مع الآخرين انتقاد أمام


إخوتي وأقاربي، لتسريحة شعري.. ولطريقة ارتدائي الحجاب.. لأمور أخرى وواجهتني فيها والدتي بالسخرية.. كم سالت


دموع الحرج والألم اللذين ينتابانني جراء ذلك، وكم غضضت بكلمات الدفاع عن نفسي والاعتراض على ذلك.. وكم


كتمت ذلك في قلبي.. وكم وكم بكيت وحدي.


•وقع النقد السلبي على نفسية الأبناء

يوقع النقد القاسي السلبي في نفسية الطفل سلبيات كثيرة ترافق أعوام عمره، وتكاد تنمو معه كلما زاد في عمره عاماً،


ومن تلك السلبيات:


1-فقدان الثقة بالنفس

الطفل الذي يوجه إليه النقد السياسي السلبي حتما سيعاني من فقدان الثقة بنفسه.. وتتشكل جل إشارات الضعف


والخوف والاضطراب في شخصيته.. فيشعر دائماً بالنقص وانعدام الأمان والخوف من الآخرين ومن المجتمع، ومما لا


شك فيه أن ذلك سيؤثر سلباً على تحصيله الدراسي، وتميل سلوكياته السليمة إلى المرض الذي يشعر صاحبه بالانكسار،


كما أن ضعف الثقة بالنفس يؤدي إلى عدم قدرته على اتخاذ القرارات وحسن التصرف في المواقف.


2-مزاجية عصبية

تتصف شخصية الابن المتعرض للنقد السلبي الدائم بالانفعالية الزائدة، وحدة الطباع، وتقلب المزاج والنظرة السوداوية.


3-الاكتئاب

الشعور بالنقص الذي يعاني منه الابن المنتقد يولد لديه الشعور بالاكتئاب، ويشعره دائماً بأن الأنظار ترمقه، وأن من


حوله مطلعين على ما يعتقد بأنه (نقيصة)، فشعور المراقبة هذا يوسع دائرة الاكتئاب عنده شيئاً فشيئاً، فيميل للوحدة


والانعزال والانطواء على نفسه.


4-فقدان الثقة في توجيهات الآباء

آخر ما يمكن حدوثه للشخص الذي يتعرض دائماً للنقد هو فقد الثقة في توجيهات ونصائح الآباء، وعندما يبلغ الابن سن


المراهقة يتغير معيار السلوك لديه، ويصبح من الصعب أن يتقبل أي توجيه أو نقد، وذلك بسبب ما تعرض له من النقد


الذي لا ينبني على أسس صحيحة، والذي لا يوجهه لأي صواب بالقدر الذي يعارضه فقط، فلا يفرق بعدها بين النقد


البناء والنقد السلبي الهدام، إضافة إلى روح التحدي والتمرد اللذين يتولدان لديه.

عزيزي المربي:

لكي تجني أطيب الثمار.. وتنعم وأبناؤك بالصحة والراحة النفسية:

* وجه أبناءك بالرفق لا بالشدة، بالرحمة لا بالقسوة.

* كن لهم القدوة التي ينظر إليها بعين الاحترام والحب والثقة.

* تودد إليهم بلمسات الأبوة الحانية.. بقبلاتك وجلساتك الدافئة.

* أضف على اجتماعك بهم روح الفكاهة، والحيوية والتفاعل.. فحوار.. وأقصوصة.. وتلذذ بالنقاش.. فابتسامة.

هكذا .. يتحول النقد السلبي إلى إيجابي.. هكذا.. تتقرب من أبنائك وتخطو فوق العثرات التي تواجه مسيرتك التربوية،


فأنت لأبنائك .. وأبناؤك لك.. دمت لهم.. تسقيهم من نبع الحنان والمودة والألفة والتفاهم.. وداموا لك.. طائعين.. غير


عاقين.. محبين ومحترمين.